قصة العصفورة وشجرة التوت هادفه ومفيدة للاطفال

قصة العصفورة وشجرة التوت

 

استمتعوا بقراءة أجمل القصص والحكايات المفيدة والمسلية للاطفال الصغار، احداثها رائعة وجميلة ونهايتها فيها حكمة جميلة جدا للاطفال، اورع قصص أطفال نقدمها لكم من خلال موقع قصص وحكايات

على مَقربة من غدير الماء العَذب الذي يَجري وسط الرَّبوة المكسوَّة ببساطٍ من العُشب الأخضر الزّاهي .. نمت شجرةُ التُّوت الجميلةُ وراحت تكبُر وتكبُر، ويمتدُّ ظلُّها الرَّطيب يوماً إثر يوم…

ومع قُدوم فصل الرَّبيع تفتَّحت الزهورُ الحمرُ والصُّفر تُزيِّنُ المَرجَ الأخضرَ النَّضير الذي بدا كثياب الفتيات يومَ العيد…هناك بين صدى خريرِ الماء وابتسامات الأطفال وعبير الزُّهور قرَّرت العصفورةُ البِكر أن تضَعَ بيوضها الأولى في أحضان شجرة التُّوت الوادِعة…

أمضت العُصفورةُ وقتاً طويلاً في بناءِ بيتِ الأمومة..لقد بَنَته من العيدان الطريَّة واللُّبَد الناعم …وفرشتهُ بالقُطن الأبيض النَّاصع، وراحت تنسُج القُطنَ بمنقارها الحالم لتجعلَ من فِناء العش فراشاً وَثيراً يؤمِّن الدِّفء والراحة للضُّيوف الأعزَّاء القادمين…. لقد ملأت العُش بحبَّات القَمح والعَدس وكلِّ ما يحتاج إليه أبناؤها..

يا لها من أوقاتٍ سعيدة وماتعة في حياةِ العصفورة التي تسبَحُ في الفضاء فرحةً تَزُفُّ البشارةَ بحَملها الغالي لأسراب الحمام وجُموع البلابل والعصافير …

لقد مرَّت الأيامُ بطيئةً عليها، وبدأت حركتُها تتثاقلُ شيئاً فشيئاً حتى وضَعت بيضتَين صغيرتَين كانتا في عينها أجملَ من الدُّرر، وأكثرَ بريقاً من النجوم، وأغلى من كُلِّ شيء في حياتها…

لم تعُد راغبةً في فراق العُشِّ الذي امتلأ بالمحبَّة والأُنس والسَّعادة.. وكانت كلَّما غادرته لتشربَ من الغَدير تحلُم بأن تعودَ وقد خرجَ الفرخان من البيضتين.

راحت تُكثر من التَّغريد وكأنها تستعجل فرخَيها بالخروج….

يا له من صباحٍ جميل.. الشمسُ تبتسمُ لزقزقة الفَرخَين الصَّغيرين..والبلابل تبعثُ تغريدَها في الأفق السَّعيد…. والنسائمُ هدَّأت من حركتها وراحت تُفيض العطرَ والنَّدى من ذَرَّاتها الوادعة..

حقَّقت العُصفورةُ أغلى أمنيَّاتها..ومكَثت أُسبوعاً كاملاً تُطعم فَرخَيها مما جَنته..

لكنَّها قرَّرت مع بُزوغ فجر اليوم التالي أن تجوبَ الفضاء بَحثاً عن طعام طازج …

كانت رحلةً سعيدة.. ولكنَّ الشَّوق الذي يشدُّ العُصفورة إلى الفَرخَين كان أكبرَ من أن تستمتعَ برحلتها في الفضاء الرَّحب بين الغُيوم البِيض والبلابل الملوَّنة..

ملأت مِنقارَها بالحبوب ويمَّمت وجهها صَوبَ البيت الدافئ ..وعندما أصبحت على مَقرُبة منه فوجئت باندفاع سحائبَ من الدُّخان الكثيف تتخلَّل أغصان الشَّجرة…

ساوَرَها الخوفُ والقلق ..جدَّت بالطَّيران ..أسرعت وأسرعت فسقطت حبوبُ القمح من فَمِها ….يا إلهي إنَّهم مجموعة من الشُّبَّان يُشعلون النَّار ويتمتَّعون بالشيِّ…اقتحمت الأمُّ الحنون أغصانَ الشَّجرة فوجدت فرخَيها مختنقَين في العُشِّ …حَملتهُما وأنزلتهما إلى الأرض على مَقرُبة من الشَّجرة..وراحت تتأمَّلهُن وتبعث تغريدَها حُزناً وألماً ملأ الأفقَ حُرقة وحسرة….

لقد بكتهُما طَويلاً و…

نَهض الشبَّان من فَورهم مُتأثّرين يتأمَّلون هذا المشهدَ الحزين..وقَفوا للحظات، وقال أحدُهم : لقد ارتكَبنا خطأً كبيراً عندما أشعَلنا النَّار تحت الشَّجرة ..لقد تسبَّبنا في مَوت هَذَين الفَرخَين..ومأساة هذه الأمِّ….إنها غَلطةٌ كبيرة.. لن نكرِّرَها ..

ذَرَفَت العُصفورةُ دموعَ الألم والحُرقة بعد أن تبدَّدت آمالهُا وأمانيها فوق شجرة التُّوت وراحت تبحثُ عن مكانٍ أكثر أمناً..

للمزيد من الحكايات المفيدة يمكنكم تصفح: قصص أطفال اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top