احداث القصة
القط الاسود
وأصبح مكانها روحا شريرة يغذا الشيطان. تملكت من جزء في جسدي اخرجت من معطفي مطواة، فتحتها وقبضت على عنق الحيوان المسكين وقمت باقتلاع احدى عينيه من مقلتها. يعتريني الخجل، واشعر بالاحتراق والرجفة عند كتابة هذه الفظائع الدنيئة. عندما عاد وعي في الصباح. بعد نومي لهذه الليلة منغمنسا في الفجر. انتابني مزيج من الرعب والندم. عن الجريمة
التي اقترفتها يداي. ولكن هذه المشاعر ظلت ضعيفة واهنة، لم تمس روحي. عدت بعدها للسكر وأغرق النبيذ ما تبقى من هذه الذكرى. وفي الوقت ذاته.
بدأ القط في التعافي ببطء، ظل مكان عينه المقتلعة موجودا. كان شكلها مرعبا ولكنه لم يعد يعاني من الألم. كان يتجول بالمنزل كعادته. ولكن كما كان متوقعا كان يشعر بالرعب الشديد عند إقترايي منه. لقد بقيت أجزاء كثيرة من قلبي القديم. بما يكفي لشعوري بالحزن لكون هذا المخلوق الذي طالما احبني يكرهني الآن. لكن سرعان ما حل الغضب محل الحزن بعد ذلك سقطت بشكل لا رجعة فيه وتمكنت مني روح الإنحراف. تلك الروح التي لا مكان لحسابات الفلسفة فيها. ولان. لم أعد متأكدا من وجود روحي.
اكثر من تأكدي من كون الإنحراف هو احد النزوات الفطرية لقلب الإنسان.
احدى النزعات الشعورية التي لا تتجزا والتي تمنح التوجه لشخصية الإنسان. من منا لم يجد نفسه لمئات المرات يرتكب
فعلا أحمقا او سخيفا بدون سبب إلا علمه بعدم جواز فعل ذلك الأمر؟ ألم يكن لدينا رغبة أبدية في اختراق القانون.
فقط لفهمنا انه مفروض علينا؟ هذه الروح المنحرفة ألقت بي في الهاوية لقد كانت هذه الرغبة الميمة من الروح لمشاكسه
نفسها. لتعذيب طبيعتها.
لإرتكاب الخطا لأجل الخطأ. كل هذا دفعني في النهاية إلى إستكمال التعدي على ذلك الحيوان البريء. ذات صباح، قمت بلف حبل حول عنقه بدم بار ثم ثمت بشنقه على شجرة. قمت بشنقها والدموع تجري من عيني، وشعور الندم يعتصر قلي. قمت بشنقه لأني علمت أنه كان يحبني. ولم يعطني سبيا واحدا لجريمتي. قمت بشنقه لعلمي انني بذلك أرتكب خطيئة. خطيئة قاتلة ستدمرروه. إذا كان هذا الامر ممكنا.
ضد الرحمة الأبدية لله رب العالمين. في تلك الليلة التي اقترفت فيها تلك الفعلة الفاسية، استيقظت من النوم على صوت النيران. كانت النيران قد أحرقت ستائري. البيت بأكمله كان مشتعلا. لقد نجوت بأعجوبة أنا وزوجتي وخادمة من هذا الحريق الهائل لقد كان الدمار شاملا. أبتلع الحريق ثروتي
بالكامل. واستسلمت بعدها لليأس. لقد كنت منهكا لدرجة تحول بين قدرتي على الربط بين السبب والنتيجة، بين الكارثة والجريمة. لكنني أسرد سلسلة الوقائع واتمنى ألا أترك حلقة مفقودة من هذه السلسلة. في اليوم التالي للحريق.
زرت الأنقاض. كافة الجدران قد سقطت بإستثناء جدار واحد. هذا الاستثناء كان لجدار قليل السمك يقع في وسط المنزل مقابلا للمكان الذي كان يوجد به سريري. لقد قاوم التجصيص الخاص مهذا الجدار النيران. وهو ما قمت بتفسيره بسبب كون الجدار قد تم تجصيصه حديثا. وأمام هذا الجدار تجمع بعض الأشخاص. وقد بدا على الكثير منيم ازبم يقومون بالفحص المتأني لأجزاء منه أثارت كلمات مثل “عجيب” “فريد” ومصطلحات أخرى مشابهة فضولي. أقتربت منهم ورأيت، كأنه نحت بارز على السطح
الأبيض لقط أبيض عملاق. كان مدهشا بدقته ووضوحه. وكان هناك حبل حول رقبة الحيوان. عندما حدقت في هذا الشبح- لأنني لم يكن أن اعتبره غير ذلك. كان خوفي وإندهاشي شديدين.
لكن ذاكرتي حينا قد حضرت لمساعدتي. لقد
تذكرت، القطة كانت معلقة في حديقة مجاورة للمنزل. وعند الانذار بالحريق قد امتلأت هذه الحديقة بالحشود في حينه
إذن لقد قام أحدهم بقطعه من الشجرة وإلقاؤه من النافذة المفتوحة إلى غرفتي. ربما قام بذلك بغرض إيقاظي من النوم
وقد تسبب تساقط الجدران الأخرى بالضغط على الضحية التى تركت أثرا في التجصيص الحديث. الجير الناتج من ألسنة النيران والأمونيا التي خرجت من الجثة قد قاما بالتسبب في إحداث الصورة التي رأيتها وعلى الرغم من تفسيري لهذا الامر على هذا
النحو. ألا انتي فشلت في إنتزاع الشعور من خيالي. لشهور عديدة لم استطع التخلص من شبح القط….
وللمزيد من القصص تصفح: قصص طويلة اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق وانتظرونا فى قصه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .