احداث القصة
مرحباً أصدقائي الأطفال ومتابعين قصص وحكايات كل يوم الأعزاء, أتينا لكم بقصة مختلفة قليلاً وطويلة بعض الشيء لكنها مثيرة للإعجاب… تدور أحداث القصة عن طحان يورط أبنته مع ملك المدينة المتغطرس المحب للذهب حيث يقول الطحان أن إبنته ذكية لدرجة أنها تحول القش إلى ذهب!! من قد يستطيع فعل هذا؟ تعالوا نقرأ ونعرف معاً!
رامبيل ستيلتسكين
يحكى أنه في ما مضى كان هناك طحان يعيش مع إبنته;
وعندما كان الطحان في العمل طوال اليوم يقوم بتحويل الحبوب إلى دقيق لم يكن يحب شيئاً أكثر من التفكير في حكايات طويلة لكي يدهش الناس بها..
في يومٍ من الأيام جاء الملك إلى المدينة, الملك سمع الطحان يتحدث عن إبنته..
كان الطحان يقول إن أبنته كانت الفتاة الأكثر روعة في قريتهم إن لم تكن الأروع في العالم كله..
فنادا الملك قائلاً: “أنت هناك إيها الطحان!. ما هو المدهش جداً عن ابنتك؟!”
إنحنى الأب لسمو الملك و قال: “يا صاحب الجلالة، ابنتي ذكية لدرجة أنه يمكنها تحويل القش إلى ذهب!”
قال الملك مندهشاً: “تحول القش إلى ذهب!؟ هذا مدهش! يجب أن تأتي إلى قصري. سوف أختبرها في الحال! ”
قال الطحان المسكين: “أنا أقصد ….” (تمنى لو أنه لم يخبر الملك بهذا الشيء! ولكنه قد فات الأوان الأن…)
لذا اضطرت ابنة الطحان للذهاب إلى قصر الملك..
أخذها الملك إلى غرفة مكدسة بالقش من الأرض إلى السقف.
وأشار إلى عجلة الغزل في منتصف الغرفة و قال لها: “الآن إذهبي إلى العمل!
إن لم تحولي هذا القش كله إلى ذهب حتى الصباح سوف تموتي!”
خرج الملك من الغرفة وأغلق الباب بعنف ثم قام بقفله.
كانت الفتاة محبوسة وحدها، لم تكن تعرف ماذا تفعل.. لم يكن لديها أي فكرة عن كيفية تحويل القش إلى ذهب!
صاحت إبنة الطحان قائلة: “ماذا سأفعل؟ لا أحد يستطيع فعل شيء كهذا!!”
ظهر حينها رجل صغير غريب ووقف أمامها و قال لها: “هل سمعت أنك تقولي، (لا أحد؟)”
قالت الفتاة وهي مندهشة خوفاً: “ماذا؟! من أين أتيت؟!!”
قال العفريت: “لا تهتمي بذلك! ما يهم هو أنني أستطيع إنقاذ حياتك. مقابل ثمن، بالتأكيد..”
قالت الفتاة: “يمكنك أن تحول القش إلى ذهب؟ ماهو الثمن الذي في ذهنك؟”
لم تكن تعرف الفتاة المسكينة ما إذا كانت ستثق بهذا الغريب ولكن لم يكن بيدها حيلة..
قال العفريت: “ما تعطيه يجب أن يكون مهماً بالنسبة لكي, ماذا عن تلك القلادة؟”
فكرت الفتاة وحدثت نفسها; في الواقع هذه القلادة عزيزة جدًا بالنسبة لي ولكن ليس بمقدار حريتي..
فقالت للعفريت: “جيد جداً. إذا تمكنت من الآن حتى الصباح من تحويل هذه الغرفة المليئة بالقش إلى ذهب فهذه القلادة لك!”.
بادرا الرجل الصغير العمل فعلاً! كان مشغول جداً طوال الليل “وير, وير, وير” حتى الصباح.
بحلول ذلك الوقت لم تترك قطعة واحدة من القش في الغرفة – فقد تحولت جميعها إلى أكوام من خيط ذهبي نقي!
قالت الفتاة وهي مندهشة: “أنت فعلتها حقاً!”
قال العفريت الصغير: “بالطبع فعلتها! و الآن أعطني هذه القلادة!”
قالت الفتاة: “الصفقة صفقة! خلعت قلادتها وأعطتها له ثم أختفى العفريت!
عندما دخل الملك الغرفة كان سعيداً جداً.
قال الملك و الخيط الذهبي يركض من بين أصابعه: “انظر إلى ذلك! ذهب نقي!!”
قالت الفتاة: “نعم, و الآن من فضلك يا سيدي, أرغب في العودة إلى المنزل الآن”
قال الملك المتغضرس: “ليس بهذه السرعة!”
سأطلب من خادمي إحضار قشة جديدة لملء غرفة أكبر من هذه.
سوف تبقي هناك الليلة. إحذري! بحلول الصباح يجب أن يتم تحويل كل القش إلى ذهب. إذا كنتي مهتمة ببقائك حية! ”
قالت الفتاة المسكينة: “لكنني بالفعل قمت بذلك!”
قال الملك المتغضرس: “لا يوجد (لكنني) في هذا الأمر!” ثم غادر و أغلق الباب خلفه مجدداً.
جلست الفتاة المسكينة وقالت: يا إللهي, كنت محظوظةً الليلة الماضية هذا لن يحدث مرة أخرى, ماذا سأفعل الآن!!
وفجأة ظهر صوت قائلاً: “من يقول ذلك؟”
نظرت الفتاة حولها, كان هناك ذلك العفريت الصغير الغريب مرة أخرى!
قال العفريت: “سأقوم بهذه المهمة من أجلك، لكن يجب أن تعطيني هذا الخاتم بإصبعك”
فكرت الفتاة مجدداً.. “لقد أحببت هذا الخاتم دائماً! لكن بعد كل شيء إنه مجرد خاتم..
فقالت للعفريت “حسناً, أنا موافقة”
لذا بدأ العفريت بالعمل طوال الليل…..
بحلول الصباح, لا شيء سوى أكوام من خيوط الذهب ملقي على الأرض.
أعطت الفتاة الخاتم للعفريت كما قالت إنها ستفعل..
في صباح اليوم التالي ، شعرت الفتاة بالثقة من أن الملك سيكون سعيداً جداً وسيسمح لها بالعودة إلى المنزل.
لكن للأسف! إذا كانت غرفتان من الذهب تبدو جيدة للملك.. فإن ثلاث غرف من الذهب تبدو أفضل!
أخذ الملك الفتاة إلى أكبر غرفة حتى الآن, كان بالفعل قد ملأها بالقش! أخبرها أنها يجب أن تحول القشة إلى ذهب في حلول الصباح, أو….كالعادة, سيقتلها!
لكن هذه المرة قال الملك إن ابنه سيعود من رحلة طويلة في تلك الليلة بالذات.
وفي الصباح قد يرسل ابنه إلى الغرفة لمعرفة ما إذا كان العمل قد أنجز.
إذا كان الأمر كذلك, فسوف تتزوج الأمير.
فكر الملك, “حتى لو كانت ابنة طحان.. لن أجد زوجة أفضل منها لأبني!”
لكنه قال للفتاة بصوت عالٍ مندفع; إن لم تستطيعي القيام بالمهمة فلن تتزوجي من أحد على الإطلاق لأنك ستموتين!
عندما غادر الملك أنهارت أبنة الطحان و سقطت في كآبة عميقة,
إلى متى سيستمر هذا كله!!! هل ستخرج من هناك!؟
عندما رفعت رأسها, كان هناك هذا العفريت الصغير مرة أخرى.
قال العفريت: “أراهن أنكي تعلمي أنني سأعود”.
قالت الفتاة: “لم أستطع أن أعرف على وجه اليقين… لكن هذه المرة لم يعد لدي شيء لأعطيك إياه. لا أستطيع أن أدفع لك بعد الآن. ”
قال العفريت: “سنجد شيئاً جيداً” وذهب للعمل ، و بدأ بغزل القش وتحويله إلى ذهب..
قالت الفتاة: “توقف! رجاءً! لم يبق لي شيء لأدفع لك”
لكن العفريت لم يتوقف! كان يعمل طوال الليل.
على الرغم من أن الفتاة كانت تلوح به وتوسلت له أن يتوقف ، ساعة تلو الأخرى إلا أنه لم يكن مفيدًا.
بحلول الصباح تم إنجاز المهمة!
قال العفريت: “هناك! كله تمام. الآن سأخبركي عن سعري!”
“هذا ليس عدلاً!” قالت الفتاة..
قال العفريت: “الكثير من الأشياء ليست عادلة!”
تنهدت الفتاة قائلة.. “جيد جدًا. ما هو سعرك؟”
قال العفريت: “أوه, لا شيء الآن, لكن في وقت لاحق…. إذا أصبحت ملكة, فسأخذ طفلك الأول”
قالت الفتاة في خوف: “ماذا؟!! لا أستطيع أن أتخيل أنني سأصبح ملكة لكن حتى لو أصبحت..
لن أوافق أبداً على مثل هذا الشيء!”
قال العفريت: “أوه, ولكن لديك بالفعل الذهب, وهكذا يتم الإتفاق!” وأختفى مجدداً.
بعد لحظات, دخل شاب إلى الغرفة وكان الأمير إبن الملك الذي أتى من رحلته الطويلة
قال الأمير: “آنستي, هل أنتي بخير؟ أعرف مدى صعوبة أبي..”
قالت الفتاة “هذا صحيح” وابتسموا..
بدا هذا الشاب مختلفاً تماماً عن والده قاسي القلب..
قال الأمير للفتاة “عندما أكون ملكاً لن أحكم كما يفعل والدي”
ثم نظر الأمير من حوله ورأى أكوام كبيرة من الذهب ، مشرقة على الأرض.
قال الأمير متعجباً “كيف يمكنكي أن تفعلي مثل هذا الشيء؟!”
الفتاة لم تقل شيئاً..
الأمير: “قيل لي إنه إذا تم نسج القش وتحويله إلى ذهب بحلول صباح هذا اليوم فسوف تتزوجيني!
لكن أعلمي هذا; إذا كنتي حقاً تريدين الخروج من هنا فسوف أساعدك, لا تقلقي, سأجد طريقة لأخبر والدي..”
هذا الشاب كان مختلفاً جداً! أرادت الفتاة التعرف عليه بشكل أفضل. بقي الإثنان في الغرفة وتحدثا عن كل أنواع الأشياء.
وقبل مرور وقت طويل أحبوا بعضهم, ثم طلب منها الزواج بنفسه! والفتاة وافقت بعد أن عرفته ووقعوا في الحب..
تزوج الأمير من إبنة الطحان بالفعل, لم يمض وقت طويل بعد الزفاف عندما توفي الملك الرهيب.
أصبح الأمير الملك وإبنة الطحان أصبحت الملكة.
مع مرور الوقت, أنجبت الملكة الجديدة (إبنة الطحان) طفلها الأول, صبي. والفرح ملأ القصر أجمعه.
ولكن العفريت الصغير لم ينسى الصفقة!
مرت بعض الأيام, عندما كانت الملكة وحدها في الحديقة.
و فجأةً, وقف العفريت أمامها وقال: “أعطني ما وعدت به!” مشيراً إلى الطفل.. “الآن!”
قالت الملكة: “لم أعدك بذلك قط!!” . حملت طفلها بإحكام وقالت “سأعطيك الذهب بدلاً من ذلك. الذهب, أكثر مما كنت قد رأيت من قبل!”
قال العفريت الصغير: “لماذا قد أحتاج الذهب؟ يمكنني صنع كل الذهب الذي أريده!”
قالت الملكة: “سأعطيك القلعة”
قال العفريت: “آتي و أذهب أينما أريد فلماذا قد أحتاج القلعة؟”
قالت الملكة: “سأعطيك الخدم لرعايتك”
قال العفريت: “لا أحد يهتم بي! لا أحد يعرف حتى من أنا!”
قالت الملكة: “سأعرف من أنت!”
قال العفريت: “حقا؟” لأنه يعلم أن لا أحد على الأرض يعرف اسمه الحقيقي…
قال العفريت: “جيد جدا, سأعطيكي ثلاثة أيام. بعد ثلاثة أيام ، إن لم تستطيعي معرفة ماهو إسمي الحقيقي فالطفل لي! ولكن إذا عرفتي إسمي حينها يمكنك الإحتفاظ بهذا الطفل لكل ما يهمني!
ولا يجب أن يعرف أحد عن هذا! إذا قلت أي كلمة واحدة لأي شخص فسيختفي الطفل إلى الأبد”
فكرت الملكة ووافقت. ثلاثة أيام هي وقت طويل للتوصل إلى الكثير من الأسماء!
في اليوم التالي, كتبت الملكة قائمة طويلة جداً بكل اسم يمكن أن تفكر فيه.
في تلك الليلة, في غرفة نوم الطفل, ظهر العفريت أمامها وقال بصوتٍ عالٍ “حسنا ماذا لديكي؟”
قرأت الملكة قائمة كاملة من الأسماء, واحدا تلو الآخر, “هل يمكن أن يكون اسمك ناثان؟”
“لوكاس؟, يعقوب؟, هوجو؟, فيليكس؟, أوليفر؟” كما يمكنك أن تتخيل ، العديد من الأسماء الأخرى أيضاً..
ضحك العفريت قائلاً “ليست قريبة حتى!. اراك غدا ليلاً.” وأختفى!
في اليوم التالي, نظرت الملكة إلى كل كتاب في المكتبة الملكية.
وجدت أسماء من أماكن بعيدة, أسماء لم تسمع عنها قط..
في تلك الليلة عندما ظهر عفريت, قرأت الملكة قائمتها مجدداً..
“ربما اسمك هو “ماكسيميليان” لا؟ ماذا عن “جونار؟, ألفونسو؟” أو “بويندكستر؟” و أكثر من ذلك بكثير…
قال العفريت: “هذا ممل, لكنني لن أشعر بالملل ليلة الغد.. الليلة الثالثة هي عندما يكون هذا الطفل لي! ضحك مرة أخرى وذهب.
في اليوم الثالث, لم تكن الملكة تعرف ماذا تفعل.
كانت تتمنى لو أخبرت زوجها مشاكلها, لكنها لم تجرؤ على ذلك.
مشيت إلى جانب واحدة من الغرف العديدة في تلك القلعة الكبيرة,
ثم عادت مرة أخرى ذهاباً و إياباً ، مراراً وتكراراً.
قالت لنفسها “هذا لا يساعد أي شيء!”
أرتدت تاجها الملكي وردائها وسارت خارج القلعة.
“إذا كان لدي السلام والهدوء ، فربما سأفكر في شيء ما”
ذهبت الملكة إلى الغابة. تتبعت نهر صغير أوصلها إلى بحيرة كبيرة جداً,
وذهبت إلى البحيرة حيث وصلت إلى الغابة العميقة المخبأة في الظلام.
فجأة رأت الملكة نور ناراً بعيداً, وكان هناك صوت يصعب القيام به. كان هناك شيء عن هذا الصوت أيضاً, لكن ماذا؟
أقتربت أكثر, في النهاية هناك أمام النار, كان يرقص رجلاً صغيراً, كان هو! العفريت نفسه!!
بهدوء شديد وروية أقتربت الملكة استمعت إليه
كان يرقص ويغني قائلاً:
الليلة ، الليلة ، خططي أضعها
غداً غداً ، الطفل الذي آخذه.
لن تفوز الملكة باللعبة أبداً
لأن “رامبيل ستيلتسكين” هو اسمي!
قالت الملكة متعجبة: “رامبيل ستيلتسكين!!”
في تلك الليلة الثالثة عندما ظهر العفريت, قالت الملكة أسماء أكثر..
“هل اسمك “يوسف؟ بوبيك؟ ماذا عن سلمان؟………”
قال العفريت: “لا، وألف لا! أنتي تضيعن وقتي. سأعطيك تخمين أخير. ثم هذه هي النهاية! ”
قالت الملكة “حسناً, أنا متأكدة من أن هذا غير صحيح ولكن هل يمكن أن يكون اسمك “رامبيل ستيلتسكين”؟
صاح العفريت: “رامبيل ستيلتسكين!!! كيف بإمكانكي أن تعرفي؟”
كان منزعجاً لدرجة أنه ضرب قدميه على الأرض, ضربهم بشدة لدرجة أن فتحة كبيرة جداً فتحت في الأرض, وسقط فيها ولم يعد.
لم يرى أحد “رامبيل ستيلتسكين” بعد تلك اللية أبداً!
originally written by The Brothers Grimm