احداث القصة
قصة قابيل وهابيل ابنا آدم عليه السلام
ستمتعوا بقراءة أجمل القصص والحكايات الدينية المفيدة والمسلية للاطفال الصغار، احداثها رائعة وجميلة ونهايتها فيها حكمة جميلة جدا للاطفال، اورع قصص دينية للاطفال نقدمها لكم من خلال موقع قصص وحكايات
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فمن أجمل القصص القرآني تلك القصة التي جَرَتْ أحداثها في بداية الوجود الإنساني على وجه الأرض، قصة اليوم تحكي عن أول جريمة وقعت في الأرض، هي نموذج لطبيعة الصراع الأزلي بين الخير والشر، الطِّيبة والوداعة، أمام القسوة والعدوان بغير الحق، قد يبدو في الظاهر أن الشر انتصر في معركته على الخير، إلا أنه انتصار زائف زائل، وخسارة مؤكدة في الدنيا قبل الآخرة.
في هذه القصة الكثير من الدروس والعِبر التي تستطيع الأم أن تغرسها في أطفالها؛ منها:
♦ الدنيا فيها الخير والشر، الأبرار والفجار.
♦ الحسد والطمع إذا تمكَّنا من قلب الإنسان أورداه المهالك، وكانت عاقبته سوءًا.
♦ تقوى الله عز وجل هي سبب لقبول العمل.
♦ الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبًا، فلنتخير أطيب أموالنا لله عز وجل.
♦ من أخلاق المسلم ألا يعتدي على أخيه المسلم.
♦ ندم الإنسان على ما اقترفه من معاصٍ لا يرفع عنه العقوبة، أما الندم الذي يرفع العقوبة فهو الندم الذي يعقبه توبة صادقة نصوح.
♦ الفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة ورضا الله عز وجل، والخسارة كل الخسارة في اتباع الشيطان.
عاش آدم وحواء عليهما السلام في الأرض، ونزل معهما الشيطان حاقدًا حاسدًا، عازمًا على أن يبر بقسمه الذي أقسمه أمام رب العالمين على إغوائهما، ويتحين الفرصة ليُضلهما، ولكن آدم وحواء عليهما السلام تعلَّما الدرس جيدًا، وعرَفا أن الشيطان عدوهما، فلم يسمحا له بخداعهما كما حدث في الجنة، إلا أن الشيطان لم يستسلم أو يضعف، ولكنه انتقل من آدم وحواء إلى أبنائهما، فما الذي حدث؟
البداية:
لما أراد الله عز وجل أن يجعل آدم وبنيه خلفاء له في الأرض يعمرونها ويصلحونها، وتنتشر فيها ذريته، فكان أن جعل أمنا حواء تلد في كل مرة توءمًا؛ ذكرًا وأنثى، وكان الشرع في ذلك الوقت أن يزوج ذَكَر هذا البطن لأنثى البطن الآخر.
“تشرح الأم هذه الجزئية لطفلها قائلة: في قديم الزمان لم يكن هناك إلا عدد قليل جدًّا من الناس، فحتى يزداد عدد البشر ويكثر وتستمر الحياة؛ فقد سمح الله عز وجل أن يتزوج الأخ بأخته”، تظهر الاهتمام قائلة: “ولكن بشرط، وهو أنه ليس مسموحًا للأخ أن يتزوج أخته توءمته التي كانت معه في نفس البطن، ولكن له أن يتزوج من أخواته غيرها، ثم تستطرد الأم معقبة: وكان هذا لضرورة أن تستمر الحياة؛ لأن وقتها لم يكن هناك أي نساء إلا أخواتهم، ولكن بعد ذلك أصبح هذا الأمر حرامًا، ومنعه الله عز وجل إلى يومنا هذا”.
ولدت أمُّنا حواء في البطن الأول قابيل ومعه أختًا جميلة حسناء، وفي البطن الثاني ولدت هابيل وكانت أخته غير جميلة، وبدأت أول عائلة تتكون على الأرض، وكان سيدنا آدم يحكي لأبنائه عن سجود الملائكة له، وعن حسد إبليس له، وإغوائه له، وأنه جعله يأكل من الشجرة هو وحواء، وحذرهم من إبليس… مرت السنوات وكبر قابيل وهابيل، وكان قابيل قاسيًا عنيفًا اشتغل بالزراعة والحرث، أما هابيل فكان تقيًّا صالحًا لطيفًا، وفوق ذلك كان قوي الجسم، فاشتغل برعي الغنم، وفي يوم من الأيام أراد هابيل أن يتزوج، فذهب لأخيه قابيل وطلب أن يتزوج أخته، هنا وجد الشيطان فرصته، وبدأ يلعب دوره من جديد، فجعل يوسوس لقابيل أن أختك أجمل من أخته، وهو عنده أشياء كثيرة أفضل منك، فلا تدعه يتزوج أختك، أنت أحق بها!
“تقول الأم بأسف وحزن: هكذا الشيطان، يزين لك ما ليس في يدك، ويجعلك تظن أن ما في يد الآخرين أجمل وأحسن، وهكذا ملأ الشيطان قلب قابيل بالحسد كما امتلأ قلبه هو بالحسد على آدم من قبل، وجعله طامعًا فيما هو حق لأخيه هابيل، فماذا كان رده على طلب أخيه؟” للأسف رفض رفضًا قاطعًا، ورد على هابيل ردًّا قاسيًا قائلاً له بغلظة: “هي أختي، ولدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحق أن أتزوج بها”[1].
“تقول الأم بدهشة: يا إلهي! ما الذي يفعله قابيل؟! وتنظر لطفلها قائلة: هل يجوز لقابيل أن يتزوج أخته التي كانت معه في بطن واحد؟! بالطبع لا، ثم تستطرد بأسف: ولكنه الطمع والحسد لما يدخل قلب الإنسان يجعله يعصي أوامر الله ويخالفه، تُرى ما الذي سيحدث؟”.
قربان قابيل وهابيل:
ذهب قابيل وهابيل إلى والدهما آدم عليه السلام، وأخبر هابيل سيدنا آدم برفض قابيل أن يزوجه أخته، فأمره والده أن يزوجها لأخيه، إلا أنه استمر في رفضه وعناده.
“تتوقف الأم وتقول باهتمام: خاف سيدنا آدم أن تحصل مشكلة كبيرة بين قابيل وهابيل، فهما أخوان وبينهما صلة رحم، وطبيعي أن يكون بينهما مودة وحب واحترام، وخشي أن يكون هذا الخلاف سببًا لمشكلة كبيرة بينهما، فاقترح عليهما اقتراحًا، أتدري ماذا اقترح؟ تعالَ لنعرف”.
حتى يحل سيدنا آدم هذه المشكلة؛ أمر كلاًّ من قابيل وهابيل أن يقدِّما قربانًا لله عز وجل، فمن تقبَّل الله قربانه فهو من يتزوج الأخت الحسناء.
“توضح الأم معنى القربان: هو كل ما تُقُرِّب به إلى الله عز وجل[2]، وهو من العبادات التي يجب ألا تصرف إلا إلى الله عز وجل فقط”.
وبالفعل قدَّم كل من قابيل وهابيل قربانه، ولكنْ كل منهما بطريقة مختلفة تمامًا عن الآخر؛ أما قابيل فجاء بأسوأ زرع عنده وأردئه ليتقرب به إلى الله عز وجل، وهو يقول في نفسه: لا يهمني هل يُقبل مني أم لا، فلن يتزوج أختي أبدًا، وأما هابيل فجاء بأفضل وأحسن غنمه وأسمنه وتقرب به إلى الله عز وجل، وهو يفكر بأنه سيرضى بقضاء وحكم الله عز وجل مهما كان.
“تتوقف الأم وتسأل طفلها: تُرى أي قربان سيتقبله الله عز وجل؟ وقبل أن يجيب تقول له: ولكن قبلها دعني أسألك سؤالاً: إذا أردت أن تهدي صديقك هدية فماذا ستختار له؟ هل ستختار هدية جميلة وتعطيها له بابتسامة، أم ستختار هدية سيئة ورخيصة وتعطيها له وأنت متضايق؟ تنتظر إجابة طفلها، ثم تستكمل حديثها: بالطبع ستختار هدية رائعة وجميلة، وهكذا المؤمن يا بُنَيَّ، إذا أراد أن يتقرب إلى الله عز وجل بشيء، فلا بد أن يختار الأفضل والأحسن؛ لأن الله عز وجل طيب لا يقبل إلا الطيب، ثم تبتسم قائلة: أظنك الآن عرَفت الإجابة”.
صعِد قابيل وهابيل للجبل، ووضعا قربانهما على الأرض، وانتظَرا.
“تتوقف الأم وتقول بصوت مثير للانتباه: وفجأة ، حدث أمر عجيب”.
نزلت نار من السماء فأكلت الشاة وتركت الزرع كما هو، وكانوا قديمًا يعرفون أن القربان تُقبِّل إذا نزلت نار من السماء بيضاء فأكلته، وإذا لم يكن مقبولاً لم تنزل النار، وأكلته الطير والسباع[3].
تقبَّل الله عز وجل قربان هابيل؛ لأنه كان تقيًّا مستسلمًا لأمر الله عز وجل، ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته وعدم تقواه، فنزلوا من الجبل وقد غضب قابيل لرد قربانه، وكان يضمر الحسد في نفسه، وقرر أن يقتله، وقال له: لأقتلنك.
قال: ولمَ؟
قال: لأن الله تعالى قَبِل قربانك وردَّ قرباني، وتتزوج أختي الحسناء وأتزوج أختك غير الجميلة، فيتحدث الناس أنك خير مني، ويفتخر ولدك على ولدي.
قال هابيل: وما ذنبي؟! إنما يتقبَّل الله من المتقين.
“تتوقف الأم هنا وتقول: عجيب أمر قابيل! غضب من أخيه لأن الله تقبل منه قربانه، ونسي أنه هو السبب في ذلك، وأن الخطأ ليس خطأ هابيل؛ وإنما خطؤه هو؛ لأنه لم يتقِ الله، ولم يقدم قربانًا جيدًا مثل أخيه، ليست تلك أخلاق المسلمين أبدًا، بل المؤمن حقًّا صاحب الخلق الرفيع إذا رأى عند أخيه نعمة لا يحسده أو يطمع فيها، بل يفرح له، ويعلم أن الله هو من أعطى لأخيه هذه النعمة، فلا يغضب أو يحقد على أخيه، وإذا أراد مثلها فعليه أن يدعو الله عز وجل المعطي، أليس كذلك؟”.
مشهد القتل:
ومع أن هابيل كان أكثر قوة من أخيه قابيل، وكان يستطيع أن ينتصر عليه، إلا أنه لم يَعتدِ على أخيه، وبدأ ينصحه، ويذكِّره برابطة الأخوة التي بينهما، فأخبره أنه إن اعتدى عليه بالقتل ظلمًا وحسدًا، فإنه لن يقابله بالفعل نفسه؛ خوفًا من الله، وكراهية أن يراه سبحانه قاتلاً لأخيه؛ إذ القتل جريمة بشعة شنيعة، وخاصة إذا كانت من أخ لأخيه.
“تتوقف الأم وتقول بأسى: أمعقول أن يقتل الأخ أخاه؟! كيف ذلك؟! ولماذا؟! للأسف إنه الشيطان اللعين الذي ملأ قلب قابيل حقدًا وحسدًا على أخيه الطيب هابيل، وكان قابيل إيمانه ضعيف؛ ولذلك لم يستطع أن يقاومه واستمع لكلام الشيطان”.
ولما شعر هابيل أن كلامه لم يردع أخاه، بدأ يخوِّفه بالله وبسوء العاقبة وبالنار إذا قام بقتله، ولكن للأسف بلا فائدة، انساق قابيل وراء شيطانه، وزيَّنت له نفسه قتل أخيه وعزم على ذلك، ولكن واجهتْه مشكلة غريبة.
“تسأل الأم ابنها قائلة: أتدري ما هي؟ أنه لم يكن يعرف كيف يقتله!”، وهنا جاء دور الشيطان اللعين مرة أخرى، فتمثل لقابيل وأخذ طيرًا فوضع رأسه على حجر، ثم شدخ رأسه بحجر آخر، وقابيل ينظر إليه، فعلَّمه القتل[4].
وهكذا تعلم قابيل كيف يقتل، وأخذ يبحث عن أخيه ليقتله، فوجده نائمًا، فجاء بصخرة كبيرة فضرب بها رأسه، فمات.
“تقول الأم بحزن: يا إلهي، أخ يقتل أخاه؟! كيف استطاع أن يرتكب هذه الجريمة البشعة؟! أخوه الذي عاش وتربى معه، وكبر معه، وأكل وشرب معه، كيف تجرأ على قتل أخيه من لحمه ودمه؟! يا للخسارة، هذه نتيجة اتباع الإنسان للشيطان وطاعته”.
بعث الله الغراب:
جلس قابيل حائرًا نادمًا بجوار جثة أخيه، ولم يدرِ ماذا يفعل بها؛ لأنه كان أول ميت على وجه الأرض، فأراد الله عز وجل أن يعلم البشرية كيف يدفن المسلمون موتاهم، فبعث الله عز وجل غرابينِ أسودينِ فاقتَتَلا أمامه حتى قتل أحدهما الآخر، ثم قام هذا الغراب يَحفِر بمنقاره وبرجله الأرض، حتى حفر حفرة وقام بإلقاء الغراب الميت فيها، ثم غطاه بالتراب حتى لم يعد يظهر منه شيء، كل هذا وقابيل يشاهد.
تعجب قابيل مما فعل الغراب، وأخذ يلوم ويعاتب نفسه، كيف يكون هذا الغراب أفضل منه وأعلم، ثم قام ففعل مثلما فعل الغراب، ودفن الأخ أخاه تحت التراب، وهو نادم أشد الندم على فعلته الشنيعة، ولكن حيث لا ينفع الندم.
“تنظر الأم لولدها وتظهر الأسى والحزن قائلة: قتل قابيل أخاه هابيل، وانتصر الشيطان في هذه الجولة من المعركة، وخسر… تتوقف لتسأل: أتدري بني من الخاسر؟ ليس هابيل؛ فهابيل فاز بالجنة وبرضا الله عز وجل؛ لأنه كان تقيًّا ومطيعًا لله، ولأنه قُتل مظلومًا، أما الخاسر فهو قابيل، القاتل، الذي خسر دنياه وآخرته، خسر أخاه، خسر سنده وعونه في هذه الدنيا، وكل من قُتل مظلومًا من وقت سيدنا آدم إلى وقتنا هذا فسيكون في موازين سيئاته؛ لأنه أول من سن سنة القتل، أتتخيل ابني الحبيب كمية السيئات التي ستكون في ميزانه يوم القيامة؟! إنه لأمر عظيم!”.
قال تعالى: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 28 – 31].
للمزيد من الحكايات المفيدة يمكنكم تصفح: قصص أطفال اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .