احداث القصة
قصة لا وقت للأحزان!
لم تنتظر والدة رامي أن يتوقف عن البكاء عندما طلبت منه مرافقتها, كانت قد دخلت غرفته صباحا, فوجدته غارقاً في دموعه الغزيرة, وهو جالس في سريره يتصفح الشبكة العنكبوتية من حاسوبه المحمول, مبحر في تلك الصفحات التي تحكي عن أوجاع اللاجئين السوريين.
اقتربت منه وقتها وجلست تشاهد بصمت بينما استمر هو في البكاء وبقي يحدثها عن الجوع .. والخوف .. والرعب, الذي رآه هؤلاء الصغار في محنتهم, وعن فقدهم لأهلهم.. ولأحبتهم .. ولبيوتهم.
في تلك اللحظة, وبينما هو يتكلم, ويبكي, وقفت الأم, وأخذت الحاسوب من حضنه, وأمرته بحزم قائلة:
-هيا قم و ارتد ملابسك.
-إلى أين؟
-هل سينفع بكاءك أولئك الصغار الجياع المتعبين؟
-لا .. لكنني حزين لأجلهم.
-إذن هيا بنا لنفعل شيئا من أجلهم.
أسرع رامي نحو خزانته وارتدى ملابسه بفرح, ثم خرج من الغرفة, فوجد أمه قد ارتدت ملابسها أيضا فسألها:
– لكن إلى أين سنذهب ؟
– سنذهب إلى الجمعية الخيرية .. وسنضع الأموال هناك .. وهم سيأخذونها منا وسيوصلونها لأولئك الصغار ..
-حقا يا أمي ؟
-طبعا يا رامي .. اذهب وهات ما لديك من مال في حصالتك .. وأنا سأخبر خالاتك بأننا سنذهب لعلهن يقررن الذهاب معنا.
-حالا يا أمي.
وبكل همة أسرع رامي نحو غرفته, وحمل حصالته, وعاد نحو والدته ليجدها مسرورة , وتمسك بيدها نقودا كثيرة فسألها متعجبا:
– ما كل هذه النقود؟
-أخبرت خالاتك بأننا سنذهب إلى الجمعية, فطلبن مني أن أضع لهن النقود هناك أيضا.
-رائع.
-هل تشعر بالسرور.
– نعم كثيرا.
-هذا لأنك قمت بالعمل من أجلهم, ولم تجلس لتبكي عليهم طوال الوقت, وهذا ما يجب عليك أن تفعله دائما يا رامي, فلا وقت للأحزان.
للمزيد من الحكايات المفيدة يمكنكم تصفح: قصص اطقال اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .