احداث القصة
القط الاسود
ذات يوم رافقتني لأداء بعض المهام المنزلية في قبو المنزل الذي اضطرنا الفقر الى العيش فيه.رفعت فأسا عاليا وبرغبة وحشية قمت بتوجيه ضربه رغبت ان اوجها للحيوان والتي كانت كفيلة بالقضاء عليه إذا اصابته مثلما رغبت.ولكن الحيوان هرب من بين يدي زوجتي قبضت على يدي للحول دون ذلك.
جن جنوني وازداد غضي لما فعلته، قمت بسحب ذراعي من قبضتا ووجهت ضربة بالفأس إلى رأسها. سقطت ميتة في الحال بدون أنين منها. حدث هذا القتل البشع، جلست افكر للحظة واتشاور مع نفسي كيف يمكنني ان اخفي الجثة. كنت متأكدا من عدم قدرتي على ازالتها من المنزل، سواء بالنار او الليل بدون المخاطرة بتنبيه الجيران. تسارعت افكار كثيرة إلى عقلي. فكرت لفترة في تقطيع الجثة لأشلاء صغيرة والتخلص منهم بالحرق.
وفي وقت أخر فكرت في ان اقوم بحفر حفرة في أرضية القبو. مرة أخرى فكرت في ألقائها في البئر الموجود
بالفناء. او وضعها بصندوق وكأنها بضاعة ومع الترتيبات الأخيرة أقوم بجلب حمال لأخذها من المنزل. وأخيرا اهتديت لفكرة أظنها افضل من كل هؤلاء الأفكار. فكرت في اخفاءها في جدار القبو. كما كان يفعل رهبان العصور الوسطى مع ضحاياهم. ولسبب ما كان القبو مجهزا جيدا لذلك.
فقد كانت جدرانه مبنية على نحو يسمح بذلك. كما ان جدرانه قد تم تجصيصها مؤخرا بملاط
خشن. حالت اجواء الرطوبة ان تقويه. إضافة إلى أن أحد الجدران كان بها تساقط نتيجة لوجود مدخنة او مدفأة. والتي قد تم ملأها. وأضفت لونا أحمر للقبو. لم يكن لدي أدنى شك في قدرتي على نزع الطوب من هذه النقطة. وضع الجثة وإعادة الجدار لأصله كما كان عليه مما لا يمكن لأي عين ان تكتشف أية شبهة. لم اكن خاطئا بخصوص هذه الحسابات. بإستخدام
عتلة قمت بسهولة بخلع بعض طوبات. وقمت بوضع الجسد داخل تجويف الحائط بعناية. قمت بسنده على هذا الوضع.
قمت بشراء ملاط. رمل ووبر مع وضع كافة الاحتياطات في الحسبان.
أعددت تجصيص لا يمكن تمييزه عن القديم. وبمنترى العناية قمت بعمل البناية الجديدة. عند الانتهاء شعرت بالرضا عن كون كل شيء صار على نحو جيد. لم يكن يظهر على الحائط اية آثار لخلل. تم إزالة الاثار من على الأرضية بمنتى الدقة. نظرت حولي بسعادة. وقلت لنفسي” هنا على الأقل لم يذهب جهدي سدى” كانت خطوتي التالية هي البحث عن الحيوان. السبب الرئيسي لكل هذا البؤس. فقد قررت بشدة إزناء حياته. إذا كان في إمكاني أن أجده.
ففي هذه اللحظة لم يكن هناك أدنى شك حول مصيره. لكن يبدو ان الحيوان الماكر قد انتبه للعنف الناتج عن غضي. وأثر ان ينجو بنفسه عن مواجري بالمزاج الذي أنا عليه. من الصعب تخيل حالة الشعور بالإرتياح الذي تسبب غياب هذا المخلوق الكريه في احداثه لم يظهر خلال تلك الليلة وبذلك قضيت ليلة واحدة على الاقل منذ ظهوره في المنزل في هدوء ونمت بعمق حتى مع تحملي الشعور الفظيع بالذنب نتيجة الجريمة.
مر اليوم الثاني والثالث. ولم يظهر معذبي. لمرة ثانية اتنفس كرجل حر. فر الوحش مذعورا من المنزل للأبد. لم يعد علي تحمله أكثر من ذلك. كانت سعادتي لا توصف. بعض التحقيقات تمت، ولكن كانت اجابتي حاضرة. حتى ان هناك بحث قد بدا. ولكن لم يكتشف اي شيء. كانت سعادتي المستقبلية شيء مضمون. بعد اليوم الرابع من الإغتيال جاء فريق بحث من الشرطة بشكل غير متوقع إلى المنزل. ومرة أخرى قاموا بإجراء التحقيقات والفحص طلب الضباط مني مرافقتكم خلال بحثهم. لم يتركوا أية زاوية او جانب بدون البحث فيه. وخلال المرة الثالثة او الرابعة قاموا بالتزول الى القبو. لم ترتجف لي عينا. وكان قلبي ينبض بهدوء كما لو كنت بريئا.كنت اتمشى بالقبو من جانب إلى آخر.
واضعا ذراعي على صدري. وتجولت ذهابا وجينة. كانت الشرطة راضية تماما وكان الضبط يستعدون للرحيل. كانت السعادة بقلبي لا يمكن إخفاؤها. قلت لهم اذا يمكنني ان اقول كلمة واحدة على سبيل الانتصار وللتاكيد على براءتي. سادتي”. قلت في الناية بينما يصعد فريق التحقيق درجات السلم. “يسعدني انني قد بددت شكوككم. اتمنى لكم كامل الصحة والمزيد من اللباقة. بالمناسبة أيها السادة.
هذا المنزل بنيانه جيد جدا. ولرغبتي في قول شينا سريعا تاهت مني لألفاظ. ” ربما يمكنني القول ان بنيان هذا البيت ممتاز. فهذه الجدران… هل أنتم ذاهبون أيها السادة؟- هذه الجدران تم تجميعها بقوة. وهنا، من وحي شجاعتي قمت بالطرق بقوة بعكاز كان بيدي على الجزء من الطوب والذي يقف بخلفه جثمان زوجتي ولكن ليحيمني الله من لعنة الشيطان! بمجرد أن انغرست صربتي في آفاق الصمت أتاني الرد بصوت من داخل المقبرة! كان في البداية بكاء. صوت مكتوم خافت كصوت بكاء الطفل. ثم سرعان ما تحول إلى صوت صراخ عالي ومستمر.
صوت شاذ غير إنساني- صوت عواء وصراخ، مزيج من الرعب والنصر. وكأنه أتي من الجحيم.
علمت انه من الحماقة أن أتحدث. تلعثمت واصطدمت بالجدار المقابل. للحظات ظل فريق البحث على درجات السلم
ساكنين بدون حراك بسبب الرعب الشديد والخوف. تلى ذلك حضور اثنى عشر رجلا قويا ليحطموا الجدار الذي أنهار بالكامل.
كانت الجثة قد تحللت بشكل كبير وتجلطت الدماء. وقفت منتصبة أمام أعين المشاهدين. وعلى رأسها يقف بفمه الأحمر الكريه وعينيه النارييتين، يقف القط الذي ادى فعله إلى إقتيادي إلى إرتكاب الجريمة. وكان صوته أداة أدت بي لوصولي للمشنقة. لقد بنيت المقبرة والوحش داخلها…. النهايه
وللمزيد من القصص تصفح: قصص طويلة اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق وانتظرونا فى قصه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .