احداث القصة
قصه روث مع طلاق ولديها
بطلتنا اليوم اسمها روث ،وقصتها حزينة نوعاً ما نظراً لأنها تتعلق بطلاق والديها الذي حدث مؤخراً.
دام زواج والديّ روث عشرون عاماً، وكانوا بالنسبة لها زوجان مثاليان. لاشك أنهما كانا يختلفان جداً عنب عضهما البعض ولكنها ظنت بأن هذه هي الحالة العادية لجميع الأزواج ، حيث يكمل الزوجان بعضهما البعض تماماً كقطع الألغاز . والدها رجل ناضج وهادئ والابتسامة تعتلي وجهه دائماً . أما والدتها فهي على العكس تماماً، فه يتشبه الألعاب النارية. حيث أنها لا تكف عن الحديث والعمل والضحك بصوتٍ عال ٍوتتحدث بسوء عن أي أحد. ماالقاسم المُشترك بينهما ؟ روث. هي طفلتهما الوحيدة وكلاهما يحبانها كثيراً.
بعد فترة وجيزة على مرور عيد ميلادها الخامس عشر، طلب والدي روث التحدث إليها. كانت تكره عبارة “نحن بحاجة للتحدث” فهي تُشعرها بخوف كبير. كانت هواجسها السيئة صحيحة فلقد سمعت العبارة التي تخشى سماعها جميع الأطفال. ” لقد قررنا الانفصال،أنتِ كبيرة الآن ونأمل بأن تتفهمي ذلك”. “حسناً،لقد تصرفت بتفهم كبير ولم تطلب منهما أي شيء. ولكن كان هناك شيء واحد يزعجها. كيف لم تلاحظ أنهما لا يتفقان مع بعضهما البعض؟
فجأة ، أصبحت حياتهم جحيماً لا يطاق. لقد بدءا الأمر كزوجين متحضرين واقتسما جميع الممتلكات المشتركة بينهما إلى أن جاء دور أثمن شيء بالنسبة لهما والذي هو ابنتهما. أراد كل واحد منهما أن يجعلها تعيش معه وكانا مُستعدين لمواجهة بعضهما. قالت روث فينفسها ” أمي؟ أبي؟ أنا إنسان ولست جماداَ! ربما تسألان يبما أريد؟” كانت روث تعلم أنها ستكبر يوما ًما ولكنّها لم تتوقع حدوث ذلك سريعاً.
كانوا لا يزالون يعيشون ثلاثتهم معاً ولكن منزلهم لم يعد ذاك المنزل الدافئ المُريح. ولاحظت روث شيئاً واحداً كان يُقلقها كثيراً. كانت والدتها تحاول الفوز بمودتها بأي طريقة ممكنة. فبدأت تشتري لها أشياء ثمينة وتصطحبها للخارج لتستمعا معاً في المنتجعات والمطاعم . باختصار،بدأت تتصرف كصديقة لها وليس كوالدتها. كان هذا لطيفا ًولكنه لم يمنحها الشعور بالارتياح. الأسوأ من ذلك هو أنها كانت تحاول دائماً إقناعها عندما تكون بمفرهما بأن والدها شخص ضعيفأ وكان منشغلاً على الدوام عن الاهتمام بها وكانت تقول عنه أشياء أخرى ليست جيدة. أما والده افكان يتصرف وكأنه تائه بالفعل- لقد كان لوحده حزينا ًيتناول طعامه لوحده وينظر إليها بحسرة.
قبل يوم من العرض على المحكمة ،سمعت روث بالصدفة شيئاً مؤلما ًللغاية. كان والديها يتحدثان على انفراد عندما قالت والدتها” إذا قلت بأنك لست قادراً على رعاية روث فأسمح لك بأن تراها بحريّة في أي وقت تشاء و إن لم تقل ذلك فسأتهمك بالعنف وسأفعل أي شيء لأقلل من الوقت الذي تمضيه معك. افعل ما أقوله لك لأنك تعلم بأنها ستختارني بجميع الأحوال !” كان هذا أشبه بصاعقة أصابت روث. أدركت فجأة كم تلاعبت بها أمها طوال ذلك الوقت. وكان ابتزازها لأبيها أمراً في غاية السوء ! سمعت والدها يستسلم لها ليتمكن فقط من رؤية ابنته. حينها كانت تشعر روث بالقهر واتخذت قرارها. في اليوم التالي صُدم الجميع من قرارها عندما قالت بأنها تودّ البقاء مع والدها. نظرت إليها أمها كما لو كانت صُفعت على وجهها. أما والدها فقد انفجر في البكاء أمام الجميع.
في النهاية بقيت روث للعيش مع أبيها، وعندما غادرت أمها أحست بشعور مرير. مع انتهاء صداقتهما كانت تتصلب روث من وقت لآخر فقط لتقول لها بأنها كانت خائنة وعاقّة. لم تكن تعلم روث بمَ تجيبها. ففي النهاية هي والداتها وهي تحبها ولازالت تعتقد بأنها لم ترتكب أي خطأ. في ذات الوقت كان والدها يشعر بسعادة غامرة ويهتم بها كثيرا ًويسألها عن رأيها في الكثير من الأشياء ويقدم لها الحلويات. كان لديها حرية كبيرة ملائمة جداً لفتاة في الخامسة عشر من عمرها.
أرادت روث قضاء ليلة كاملة في حفل موسيقي وكان والدها حينها حازما ًجدا ًفي القول بأنه لن يسمح لها أن تذهب نظراً لأنها لا تزال صغيرة جداً. بكت وصرخت ولكنه قال أن هذا الموضوع غير قابل للنقاش. وبعد أن يئست من الخروج صرخت عليه فجأة وقالت: “أتعلم شيئا ً؟إن لم تسمح لي بالذهاب سأتصل بأمي وأطلب منها أن تأخذني للعيش معها !” بدت الصدمة ظاهرة على وجه والدها مما قالت هو قال لها” حسناً،افعلي ما تريدين” وغادر غرفتها بصمت. أمّا هي فوقفت غير قادرة على تصديق كم كانت مخطئة. وشعرت عندئذ بالخجل من نفسها!
أدركت حينها كم كانت تمتلك من صفات أمها. صفات التلاعب ذاتها التي كرهتها لأجلها. ولكن سرعان ما أدركت أيضاً أن بإمكانها تفهمها الآن أكثر: لقد تلاعبت بوالد روث وابتزته لأنها كانت يائسة وفعلت ذلك لشيء أ كثر أهمية من نزوات المراهقة.
انتظرونا فى تكملة أحداث القصة وللمزيد من القصص تصفح: قصص واقعية اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .