احداث القصة
مال الماء للماء
تقول الحكاية إن هناك رجلاً أتى من بلد بعيد إلى مدينة وظل يعمل بها في عدة أعمال متنوعة حتى جمع له بعض المال واشترى بقرة يحلبها ثم يبيع حليبها، وبارك الله له في هذه البقرة واشترى بقرة أخرى ثم بقرة أخرى حتى أصبح عنده مزرعة وفيها أبقار، ولكن الرجل أصابه الطمع والجشع ووصل به هذا الشيء إلى الغش فأصبح يخلط الحليب بالماء ويبيعه إلى الناس حتى كثر ماله من الحرام وأصبح من الأغنياء …
وفي يوم من الأيام وصلته رسالة تقول له احضر حالاً فوالدتك تريد أن تراك قبل أن تموت ، فخاف هذا الرجل أن يسافر ويترك مزرعته وأبقاره فباعها وباع المزرعة وركب سفينة وسافر في البحر إلى بلده وبعد أيام من سفر السفينة هبت عاصفة هوجاء وأخذت تقذف بالسفينة يميناً وشمالاً فوق وتحت حتى غرقت وأصبح من فيها من رجال ونساء وبضائع طافية فوق سطح الماء فمنهم من تعلق بشيء ينجيه مثل لوح أو جذع أو ما شابه ذلك ومنهم من غرق ومات ..
أما التاجر فوجد لوحاً وتمسك به حتى وصل إلى بر الأمان فشکرالله وحمده علی النجاة و بعد ان استراح آخرج نقوده یتفقدها فوجدها أقل من النصف فقال قولته المشهورة مال الماء للماء أي فلوس الماء التي جمعها من خلط الحليب بالماء ذهبت إلى الماء وفلوس الحليب كما هي .
خبرة الحياة
استيقظ قطيع الفهود، وخرج كل منهم باحثا عن رزقه من طعام وماء، وبعد رحلة صيد مرهقة وفي طريق العودة بدا الإرهاق واضحا على الفهد شيبان كبير السن، وصار يتحرك بصعوبة، وأخذ يبحث عن مكان يستريح فيه قليلاً قبل أن يصل إلى بيته لينام بعض الوقت، أما الفهد فرحان فهو صغير السن لذلك بدا نشيطاً لم يتعبه الصيد، وأخذ يجري ويتحرك بين الفهود في خفة ونشاط، ولما رأى حال الفهد شيبان قال له: لقد صرت ضعيفا يا فهد شيبان… فرد شيبان في هدوء. هكذا الحياة يا فهد فتيان، وغدًا سوف يتقدم بك العمر مثلي، ولا تنس أنني كنت صغيراً قويًا مثلك.
قال فهد فرحان : نحن آبناء الیوم یا فهد شیبان، آنا اقوی مندك بكثیر…قال فهد شيبان : ولكنني أكثر منك خبرة وحكمة في الحياة.قال فهد فرحان : لا تكثر الكلام عن الخبرة والحكمة، فهذه أشياء لا قيمة لها في الحياة، المهم في غابتنا هذه هو القوة، قل لي بالله عليك هل ستصيد وتطارد الفرائس بالخبرة ؟ هل ستصارع الوحوش بالحكمة؟ إنها لغة الضعفاء يا فهد شيبان… وفي هذه اللحظة ظهرت غزالة تمشي وراء الأشجار، فقال الفهد فرحان: هل تری هذه الغزالة یا فهد شیبان؟ قال : نعم أراها، قال فهد فرحان : هل تستطيع أن تصيدها وتأتي بها؟ وقبل أن يرد عليه الفهد شيبان، قفز الفهد فرحان قفزة قوية، وجرى بسرعة فائقة، فأمسك بالغزالة، وأتي بها إلى الفهد شيبان، والقاها بين يديه قائلاً: ما هو الأهم الآن الخبرة أم القوة يا فهد شيبان؟.
نظر الفهد شيبان إليه وقال مبتسمًا: سوف تريك الأيام. انصرف الفهد فرحان لیجلس مع آصدقانه من شباب الفهود، وروی لهم ما كان بينه وبين الفهد شيبان، فقال أحدهم: أنا أحييك يا فرحان، فأنا سعيد جدًا بما فعلت، لقد أعطيته درسا يجعل هؤلاء الفهود كبار السن الضعفاء في وضعهم الطبيعي، ولا يتعبونا بكلمات بالخبرة والحكمة. قال آخر: القوة هي أهم شيء في الحياة. وقال ثالث مستهزئا: سوف يخرج الفهد شيبان غدًا للصيد، مستخدمًا حکمته، ها هاها، وسوف یشرح ظروفه للحیوانات التي یرید صیدها، فتاتي إليه مطيعة فيفترسها ليأكلها… فضحكت الفهود الشابة من تعليق زميلهم وقالوا: إن هذه الحكمة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفي صباح اليوم التالي، استيقظت الفهود على سيارات الصيادين ، الذين جاءوا إلى الغابة، كي يحملوا ما استطاعوا من حيوانات، ليبيعوها إلى حدائق الحيوان،وجاؤوا متسلحين بالبنادق والشباك وغيرها… وعندما رات الفهود الشابة سيارات الصيادين، انطلقت تجري بقوة في الطرق، وأخذت سيارات الصيادين تتبعها بسرعة كبيرة، وأخذ الصيادون يلقون شباكهم، ويطلقون نيران البنادق ، حتی استطاعوا اصطياد بعض الفهود، وأصابوا آخرين بجروح، وأصيب الفهد فرحان، وظل يزحف حتى اختباً وراء الأشجار، فلم يره الصيادون.
وبعد انصراف الصيادين، عاد الفهد فرحان مثخنا بالجراح إلى أرضهم، وما إن وصل إلى أرض الفهود، حتى قابل الفهد حسان، فقال له: لقد ظفر الصيادون ببعض الفهود ونجوت بصعوبة، قال الفهد حسان الحمد لله على نجاتك،قال فهد فرحان : اشكرك يافهد حسان، ولكن جسمي يؤلمني جدا، واريد ان اسالك عن الفهد شیبان، أظن الصيادين صادوه محمول أول لحظة، فتبسم الفهد حسان و قال: الفهد شیبان بخیر ولم یصب باي آذی، قال الفهد فرحان كيف يا حسان ؟ لقد هربت منهم بصعوبة بالغة بالرغم من قوتي الكبيرة، أنا لا أصدق أنه نجا، دعنا نذهب إلى الفهد شيبان لنرى بأعيننا… ذهب الفهدان إلى بيت شيبان، فوجداه جالسا مستريحا، فنظر إليه الفهد فرحان في تعجب و ساله: کیف نجوت یا فهد شیبان برغم ضعفلك؟
قال الفهد شيبان: لقد هربت بين الأشجار والصخور، بمجرد ان رایت السيارات، فلم يستطع الصيادون ملاحقتي…قال فهد فرحان : أما أنا فهربت إلى السهول، ظنا مني أن سرعتي الكبيرة في الجري في الأرض السهلة سوف تنجيني، قال الفهد شيبان: إن هذه السيارات التي يركبها الصيادون سريعة جدًا، وتستطيع اللحاق بأسرع الحيوانات، بشرط أن تطارده في السهول، ولکنها لا تستطيع أن تسير بين الأشجار والصخور، قال فهد فرحان : ولذلك نجوت أنت بسهولة، أما نحن فقد ذهبنا إلى حيث يريد الصيادون ونحن الاندرھي …قال فهد شيبان : ألم أقل لك يا فرحان إن الحيرة والحكمة ينفعان، وأن القوة وحدها لا تکفي؟ قال فهد فرحان : اعتذر إليك يا فهد شيبان، والآن عرفت أهمية الخبرة في الحياة، وسوف أجلس بين يديك كي تعلمني الخبرة والحكمة، وسوف أستشيرك في شئون حیاتي، قال فهد شيبان : الآن بدأت تفهم الحياة يا فهد فرحان…
نصيحة لك صديقي الطفل : تعلم من الفهد فرحان ألا تسخر من کبار السن وتنظر لضعف أجسامهم فقط، فقد ضعفت هذه الاجساد وازدادت العقول حكمة وخبرة. . .
اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .