احداث القصة
استمتعوا بقراءة أجمل القصص والحكايات المفيدة والمسلية للاطفال الصغار، احداثها رائعة وجميلة ونهايتها فيها حكمة جميلة جدا للاطفال، اورع قصص أطفال قصيرة قبل النوم نقدمها لكم من خلال موقع قصص وحكايات..
العصفور واليمامه
استيقظ العصفور من نومه مع ضوء النهار، فقام يسبح الله، فهو يفعل ذلك كل صباح قبل أن يخرج للسعي وراء الرزق، ثم بعد ذلك يستعد ليبدأ رحلته في البحث عن طعامه وشرابه، وكان العصفور على يقين كامل بأن الله سوف يرزقه، ويعيده إلى عشه اخر اليوم وقد ملأ بطنه بالطعام والشراب، خرج العصفور من عشه متوجها إلى الحقول والمزارع، فقابلته يمامة، فسألها: إلى أين أيتها اليمامة؟ فقالت: سمعت أن هناك مزارع جديدة على بعد عدة كيلو مترات من هنا، وأنها مليئة بحبوب القمح والشعير، وأنا أريد أن أذهب إليها، لآكل منها ما أريد. فعرض عليها العصفور أن يذهب معها، فوافقت.
توجه العصفور واليمامة إلى المزارع الجديدة، وكانت اليمامة لا تعرف المكان بالتحديد؛ ولذلك أخذت تبحث مع العصفور عن هذه المزارع ساعات طويلة، حتى وصلا إلى صحراء واسعة، فلمح العصفور من بعيد بقعة خضراء وسط الصحراء، فقال: أيتها اليمامة، انظري. فنظرت اليمامة، فرأت البقعة الخضراء، ففرحت، قالت اليمامة: لابد أن هذه البقعة الخضراء هي المزارع التي بها القمح والشعير. فقال العصفور: نعم، ولكنها بعيدة جدا، إنها في وسط الصحراء، فقالت: أنا مصرة على الوصول إليها ومعرفة ما فيها. فقال: وأنا لن أتركك وحدك، فسوف أذهب معك؛ حتى أکون مطمئنا علیك. فشكرت الیمامة العصفور، وذهبا معا.
ظل العصفور واليمامة يطيران وقتا طويلا.. وأخيرًا وصلا إلى هذه المنطقة، فوجدا مجموعة كثيرة من المزارع، منها مزرعة مملوءة بأشجار الفاكهة، وتحت هذه الأشجار أنواع كثيرة من الحشائش، ومزرعة أخرى بها قمح ما زال أخضر، ومزرعة ثالثة بها شعير.. والغريب أنهما لم يجدا نهرا ولا بئر ماء بجانب هذه المزارع. علما العصفور واليمامة بعد ذلك أن هذه الأرض يرويها أصحابها بالتقطير، وهي مواسير مياه في باطن الأرض، يخرج منها فتحات توزع الماء على سطح الأرض، ففرحا العصفور واليمامة باكتشاف هذه المزارع، وأخذا يأكلان من القمح والشعير والحشائش حتى شعرا بالعطش الشديد، وكانت مواسير الماء مغلقة في ذلك الوقت.
بحث العصفور واليمامة عن الماء فلم يجدا، وأخيرًا وجدا وعاء كبيرًا بجانب سور إحدى المزارع، فنظر العصفور في الوعاء، فوجد به القليل من الماء، فوقف على حافته ونظر بداخله، وأنزل منقاره ليشرب ؛ ولكن الماء كان في قعر الوعاء، فلم يصل منقار العصفور إلى الماء، ولم يستطع العصفور أن يشرب، وقف العصفور واليمامة يفكران.. وفجأة طار العصفور مسرعا، وأحضر حجرا، وأسقطه في الوعاء، وطار ثانية وأحضر حجرًا آخر وأسقطه، فساعدته اليمامة في ذلك، وكررا ذلك عدة مرات، وأخيراً ارتفع الماء في الوعاء، فأنزل العصفور منقاره و شرب، وشربت اليمامة أيضا، ثم قالا: العقل في التفكير والرب في التدبير.
الارنب الغضبان
كان الأرنب الصغير يعيش مع أمه في سعادة وسرور،في بيت صغير، في إحدى الغابات،فقد كانت أمه تعتني به عناية كبيرة، وترعاه رعاية عظيمة، وتقدم له الطعام اللذيذ من الخس والجزر كل يوم، وتحرسه في الليل وهو نائم، وتحوطه بالحب والحنان، فكان الأرنب يشعر بالأمن والأمان، والسلامة والاطمئنان.. بعد مدة، أحس الأرنب بالملل والضيق، ولم يرض بالطعام الذي تقدمه له أمه، فحینما قدمت له الخس و الجزر قال: کل یوم خس وجزر، أنا غضبان. فقالت له أمه: یا بني، إن الخس والجزر هو الطعام الذي يناسبك، والذي تستطيع أن تأكله. ولكن الأرنب قرر أن يترك البيت، ويبحث عن طعام آخر غير الخس والجزر.
خرج الأرنب وهو غاضب، وظل يسير في الغابة وقتا طويلا حتى شعر بالجوع، فقابل قط، فقال له الأرنب: إني أشعر بالجوع الشديد، فهل عندك طعام؟ فقال القط: نعم، في بيتي سمك لذيذ، فهيا معى لتأكل منه. فذهب معه الأرنب إلى بيته، وحاول أن يأكل من السمك، ولكنه لم يستطع، فغضب ، وخرج وهو حزین.. ظل الأرنب يسير في الغابة حتى قابل كلبا، فقال له الأرنب: إني أشعر بالجوع الشديد، فهل أجد عندك طعامًا؟ فقال الكلب: نعم، عندي عظم لذيذ في البيت، فهيا معي لتأكل منه. فذهب معه الأرنب إلى بيته، وحاول أن يأكل من العظم، ولكنه لم يستطع، فاشتد غضبه، وخرج يمشي وهو حزين.
ظل الأرنب يسير في الغابة حتى قابل أسدا، فقال له الأرنب: إني أشعر بالجوع الشديد، فهل أجد عندك طعامًا؟ فقال الأسد: نعم، عندي بقايا لحم لذيذ في البيت، فهيا معي لتأكل منه. فذهب معه الأرنب إلى بيته، وحاول أن يأكل من اللحم، ولكنه لم يستطع أيضا، فاغتاظ، وخرج يمشي وهو حزين.. قابل الأرنب أبا قردان، فقال له: إني أشعر بالجوع الشديد، فهل أجد عندك طعامًا؟ فقال أبو قردان: تعال معي إلى الحقل، فأني آكل الحشرات التي فيه. فذهب معه الأرنب إلى الحقل، فكان أبو قردان يلتقط بمنقاره الحشرات من الأرض، ولكن الأرنب لم يستطع أن یفعل ذلك، فاغتاظ، و ترك الحقل، و مشى وهو حزین .
ظل الأرنب يمشي في الغابة يبكي وهو حزين، وقد ندم على ما فعل ندما شديدا، وفجأة سقط على الأرض من شدة الجوع والتعب، ولم يستطع المشي أو الحركة، فرآه الفيل الحكيم، فحمله إلى بيته، وسأله عمّا حدث، فحكى له الأرنب ما حدث، فأحضر له الفيل بعض الخس والجزر، فأكل الأرنب.. قال الفيل للأرنب: لعلك قد تعلمت درساً عظيماً، وهو أن القناعة والرضا هما سبب السعادة. فقال الأرنب: نعم يا صديقي، فقد ندمت على ما فعلته، وسوف أعود إلى أمي، وأعتذر لها في الحال. ثم ذهب الأرنب إلى أمه، ففرحت به، وسامحته، وقدمت له الخس والجزر، فأكل، وقال: الحمد لله رب العالمين.