احداث القصة
قصه هيلين مع حبها الاول
كانت هيلين لا تزال في المدرسة عندما بدأت جميع صديقاتها فجأة بمواعدة الفتيان الذين بعمرهن أو أكبر بقليل. كانت هيلين تنظر إليهن بحسد واضح- لم تكن الأكثر جمالاً ولكنها كانت مستعدة أيضاً لبدء قصتها الرومانسية الأولى. كانت هي الفتاة الوحيدة من بينهن التي لا تملك حبيباً وشعرت حقاً بالارتباك عندما خرجت ذات مرّة معهن برفقة أحبائهن.
ولكن في إحدى الأيام استُجيبت دعوات هيلين. ذهبت يومها لوحدها إلى المركز التجاريّ وبينما كانت تتجول، دنا منها شاب وطلب رقم هاتفها. تحدثا حينها لفترة واعتقدت بأنه شاب جذاب ومن الممتع التحدث إليه. وعندما عادت هيلين إلى المنزل أرسل إليها رسالة وبدئا مراسلة بعضها البعض. تحدثا طوال الليل تقريباً. وعندما ذهبت هيلين للمدرسة بحلول التاسعة صباحاً كانت غارقة في الحب من رأسها لأخمص قدميها. اتفقا على الخروج بعد انتهاء الدوام المدرسي والذهاب لشرب القهوة وعندما رأته ثانية شعرت بسرعة نبضات قلبها وبضيق في التنفس. كان حبيبها اسمه جو وكان في التاسعة عشر من العمر أي أنه كان يكبرها بكثير. وبينما كانا يشربان القهوة لم تستطع إبعاد عينيها عينه وبدا هو كذلك مُهتماً بحياتها وطرح عليها الكثير من الأسئلة. ومن ثم أمسك يدها، حينها شعرت وكأن شحنة كهربائية في أصابعها. وفي نهاية موعدهما قبّلها قليلاً. يا إلهي، كانت هيلين أسعد فتاة في الكون! قامت بالتقاط صورة معه ليكون لديها دليل مادي بأن هذا لم يكن حلماً.
في اليوم التالي، لم تتمكن هيلين من إخفاء التطورات لنفسها فذهبت إلى المدرسة وأخبرت صديقاتها بكل شيء وجعلتهن يرين الصورة التي التقطاها معاً. ابتسمن بذهول وتسائلن ما إذا كانت متأكدة بأنه ليس كبيراً في العمر بالنسبة لها. حينها قالت في نفسها- حسد الإناث مثير للشفقة. خلال تلك الفترة كان يراسلها طوال الوقت، وكانت حينها في الدرس ولم تتمكن من الرد، وكان يرسل إليها رسائل غاصبة إن تأخرت بالرد. أوه، رائع، اعتقدت بأنه مهتم بها كثيراً! عندما عادت إلى المنزل أخبرت أمها بفخر بأنها قد وجدت حبيباً لها وأخبرتها عنه. فعبست ونظرت إلى الصورة وعبست أكثر. وقالت “أنا لا أوافقك على ذلك فهو كبيرٌ بالعمر بالنسبة لكِ وستواجهين مشاكل برفقته”. تجاهلت هيلين ما قالته والدتها. ولم تُصر عليها والدتها نظراً لأنها تمنحها دائماً حرية كافية.
لذا دخلت هيلين قصة حب دون موافقة أي أحد ولم يُحدث هذا مشكلة نظراً لأن حبيبها الجديد جو مهتم بها. استمر في مراسلتها وكانا يتلقيان كل يوم تقريباً. ولكن للأسف رفض مقابلة صديقاتها وأخبرها كذلك بأنه لا يريد أن تقابل أصدقائه. وافقت هيلين على ذلك لاعتقادها بأن الحفاظ على علاقتهما أشبه بالسرية هو شيء في غاية الرومانسيّة. لاحظت بعد ذلك أنه أصبح انتهازياً معها، فبغض النظر عن ضرورة الرد عليه في الحال، كان يجعلها دائماً تلتقي به في أي وقت يريد حتى لو لم يكن ملائماً لها. وقد حدث ذلك في الكثير من الأحيان مما جعلها تشعر بتوتر شديد. وكانت تنزعج أيضاً عندما يوصلها للمنزل أحياناً ويتطاول في لمسها. ولكنها كانت مغرمة به جداً وقبلت ذلك ولكنّها لم تكن تشعر بالراحة حياله.
ولكن في إحدى الأيام، اكتشفت هيلين الحقيقة. كان من المفترض أن يلتقيا عند السادسة مساء بالقرب من المركز التجاري ولكنّها وصلت أبكر بقليل لترى جو برفقة أصدقائه يتحدثون ويمرحون. كانت سعيدة أنه وأخيراً سيُعرفها على أصدقائه وبأنها ستصبح حبيبته أمام الجميع. وبينما كانت تقترب منهم دون أن يراها جو سمعت ما كان يقوله. ” أتعلون بأنّي أواعد فتاة حمقاء في الخامسة عشر من عمرها وهي تحبني بجنون وموقنة بأنّي شريك حياتها! هي مستعدة لفعل كل ما أريد! تدركون ما أعنيه”- وانفجروا جميعاً بالضحك. أما هيلين فتجمدت في مكانها. كان ذلك أشبه بطعنة في الصدر. أرادت المغادرة في البداية ولكن نار الإحباط والغضب اشتعلت بداخلها. اتجهت نحوهم ونظرت إلى جو بنبرة يدرك منها أنه غبي ومثير للشفقة. وقالت له باختصار، ” أتعتقد أنه من الممتع خداع فتاة متواضعة ولطيفة؟ على الأقل أنا كنت مخلصة طوال الوقت! والآن فكّر كم ستبدو رائعاً عندما تصرخ عليك أمام الجميع فتاة حمقاء في الخامسة عشر من العمر!” وغادرت بكرامتها. آخر ما تتذكره هو تعابير وجهه المُحرج ووجوه أصدقائه الضاحكة الذين تأمل هيلين بأن يتذكروا هذا المشهد لفترة طويلة بما يكفي.
عادت هيلين إلى البيت وهي تبكي وركضت إلى أمها لتساندها. أخبرتها أمها الحكيمة أن الأمر سيمضي ولكنها تأمل بأن هيلين قد تعلمت الدرس. وهذا ما حدث بالفعل، لقد كان ذلك مفيداً بالنسبة لها للعلاقات القادمة. ومنذ تلك اللحظة بدأت تولي المزيد من الانتباه لحقيقة الأشخاص من حولها وبرأي عائلتها وأصدقائها بهم .
احبك ياعزيزتي
Pingback: قصة واقعية بعنوان الخاتم المكسور - قصص وحكايات كل يوم
Pingback: قصة بعنوان إمتلكنى عشقه - قصص وحكايات كل يوم