احداث القصة
قصة الرجل الصالح وجاره اليهودى
كان هناك رجل صالح كان له جار يهودي. كان الرجل الصالح وجاره يجلسان معًا كثيرًا، وكان عندما يرغب الرجل الصالح في القيام بشيء، يقول: “ماتقضى الحاجة إلا بالصلاة على النبي”. كان هذا القول يكرره الرجل الصالح بشكل مستمر في كلامه وأفعاله.
وقد استغرب الجار اليهودي من ذلك، فسأله: “ما الفائدة التي تحصل عليها من كثرة صلواتك على نبيك؟”
فأجاب الرجل الصالح قائلاً: “يكفيني أن الهم لا يقربني”.
لكن الجار اليهودي أراد أن يؤذي جاره المسلم ويستهزئ بالمسلمين. فذهب اليهودي إلى الرجل وقال له: “خذ هذا الخاتم عندك حتى أعود من السفر”. ورد عليه الرجل الصالح قائلاً: “لا تقضى الحاجة إلا بالصلاة على النبي”. وكانت الخواتم في ذلك الزمان مميزة وليس لها شبيه، لأنها تُصنع يدويًا ولا يوجد لها تكرار.
ثم قام الجار اليهودي بمراقبة منزل الرجل الصالح حتى خرج الجميع منه، ثم دخل وبحث عن الخاتم حتى وجده. وفي ذلك الزمان، لم يكن هناك الكثير من الأثاث والأبواب لا تغلق بإحكام، فكان من السهل سرقة أي شيء. فذهب الجار اليهودي بالخاتم إلى بحر قريب وألقى الخاتم في الماء وعاد إلى الرجل ليطلب منه الخاتم.
اقرأ ايضا : قصص-اسلامية-للاطفال-عن-التعاون
فقال الجار اليهودي: “أريد خاتمي”.
فأجاب الرجل الصالح قائلاً: “لا تقضى الحاجة إلا بالصلاة على النبي”.
فقال الجار اليهودي: “أريد خاتمي الآن”.
فأجاب الرجل الصالح قائلاً: “إني اليوم بالصلاة على النبي وفقني الله إلى صيد سمكة كبيرة، والله ما أعطيك خاتمك إلا إذا تناولت الغداء معنا اليوم”. وأصر الرجل الصالح على ذلك حتى وافق الجار اليهودي، ثم دخل الرجل الصالح المنزل وأعطى زوجته السمكة لتطهوها.
وفيما هو جالس مع الجار اليهودي، نادته زوجته لتريه ما وجدته في بطن السمكة. فعندما رأى الخاتم صعق واصفر لونه، ثم قال الرجل الصالح: “والله هذذا خاتم اليهودي”. وذهب إلى مكان الخاتم الذي كان يخبئه ولكنه لم يجده. وفي هذه الأثناء، كان الجار اليهودي في حالة انتظار وترقب.
اعترف الرجل الصالح أن الخاتم الذي وجدته زوجته في السمكة هو بالفعل خاتم الجار اليهودي. بعدها ذهب إلى مكان الخاتم الذي كان يخبئه ولكنه لم يجده. وفي هذه الأثناء، كان الرجل الصالح مصدوماً وغاضباً.
اقرا ايضا : قصة-أصحاب-الفيل-قصة-جميلة-للاطفال
قال الرجل اليهودي للرجل الصالح: “لماذا تصفر وجهك؟ إذا لم تعطني خاتمي لأشهد بذلك عليك أنت والمسلمين.”
رد الرجل الصالح قائلاً: “إن الحاجات لا تُقضى إلا بالصلاة على النبي.”
رد اليهودي: “لا أعتقد أنك ستصلي على نبيك بعد اليوم. إذا لم تعطني خاتمي، فسوف تُظهر سوء أخلاق المسلمين بك. وستكون مثالاً سيئاً يُشار إليه بالسخرية.”
رد الرجل الصالح: “والله لم أُحرِّجك بسبب خاتمك، ولكن هناك شيء آخر يُحيرني. خذ خاتمك هذا.”
فاحمر وجه اليهودي وتظلمت شفتاه وهو يفحص الخاتم، ثم قال: “إنه هو.. إنه هو.” فتساءل الرجل الصالح بلطف: “بنفسك ما الذي يُضايقك؟”
فأجاب اليهودي: “أنا أُقسمك بربك، كيف وصل اليك هذا الخاتم؟”
فقال الرجل الصالح: “لا بد أن عقلك قد توهَم. ألم تأمن على خاتمك حتى عدت من سفرك؟”
فسأل اليهودي: “أُقسمك بربك، أين وجدته؟”
فأجاب الرجل الصالح: “وجدته في بطن السمكة!” فصُدِمَ اليهودي وفقد الوعي، وبعد استعادته للوعي حكى للرجل الصالح ما حدث.
اقرأ ايضا : هارون-الرشيد-والمرأة-الناقمة
فأجاب الرجل الصالح: “باستخدام حيلتك، سرقت الخاتم وألقيته في البحر. وبقدرته اللهِ، أُلقي الخاتم في بطن سمكة اصطادتها. ألم أقل لكم من قبل أن الحاجات لا تُقضى إلا بالصلاة على النبي؟”
فأجاب اليهودي: “صدقت يا جاري، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.”