قصص مفيدة لاطفال من عمر 6 سنوات الى 10 سنوات

احداث القصة

قصة الكذب لا يفيد

استمتعوا بقراءة أجمل القصص والحكايات المفيدة والمسلية للاطفال الصغار، احداثها رائعة وجميلة ونهايتها فيها حكمة جميلة جدا للاطفال، اورع قصص أطفال نقدمها لكم من خلال موقع قصص وحكايات

المدرسة جميلة ومفيدة، وبها أنشطة كثيرة، في يوم من أيام الدراسة سأل المدرس:

♦ مَنْ يريد أن يشترك في جماعة الرحلات؟

وقفتُ أنا وسعيد وخالد وعلي، قال المدرس:

♦ يوم الجمعة القادم سوف نقوم برحلة إلى الصحراء.

في تمام الساعة السابعة صباح يوم الجمعة وقفنا جميعًا أمام باب المدرسة.

ركبنا السيارة، وبدأت تتحرَّك في اتجاه الصحراء، ومن نافذة السيارة رأينا المباني مرتفعة والشوارع مزدحمةً، وإشارات المرور كثيرة، وبعد فترة اختفت السيارات واختفت المباني، وبدأت الصحراء في الظهور، وانحدر بنا السائق إلى طريق خالٍ تمامًا من كل شيء، قال خالد بخوف:

♦ أين الناس؟ أين السيارات؟ أين المباني؟ قال المدرس:

♦ لقد ابتعدنا عن المدينة، سأل سعيد:

♦ هل هناك ناسٌ تعيش هنا في هذه الأماكن الخالية؟ أجاب المدرس:

♦ بعض البدو، وبعض الجِمال، قال علي:

♦ نعم، نعم، هذا صحيح، أرى جَمَلًا يسير من بعيد.

من نافذة السيارة كانت الصحراء ممتدة على جانبي الطريق، جبال صفراء، ورمال بُنِّيَّة، السماء زرقاء صافية، وستائر شبابيك السيارة تتطاير من شدة الهواء المنعِش، قلت للمدرس:

♦ الهواء له طَعْمٌ جميلٌ ورائحة ذكيةٌ، قال المدرس:

♦ نعم، نعم، الهواء هنا صحِّي غير ملوَّث، قال خالد بفرح:

♦ وأين سنضع خيمتنا؟

أخرَج المدرس بوصلة صغيرة، ووضعها على خريطة، وأشار على مكان في الورقة، وقال:

♦ في هذا المكان يوجد عين ماء وبعض الشجيرات الصغيرة، سنضع الخيمة.

تركنا الطريق الأسفلت، وانحدَر بنا السائق بالسيارة داخل الصحراء على طريق تُرابي، وبدأت السيارة تهتزُّ بشدَّة وبدأنا نتأرجح، ونضحك من وعورة الطريق، وفتح السائق راديو السيارة، الأغاني جميلة، وأنا وخالد وعلي وسعيد نتمايل ونُغنِّي بصوت عالٍ، والمدرِّس يضحك، والسائق يُغنِّي، كان قرص الشمس قد بدأ يظهر، السماء زرقاء صافية، ومن خلال نافذة السيارة، وعلى البُعْد كانت هناك مجموعة من الطيور المهاجرة تعبُر الصحراء، وبالقُرْب من عين ماء صغيرة تلتفُّ حولها بعض الشجيرات الصغيرة وضعنا الخيمة، قال المدرس:

♦ إن المطر ينحدر من أعالي الجبال بقوَّة ويتجمَّع الماء هنا، إن الماء بالعين قليل؛ ولكنه لا ينقطع.

وبدأنا نحن الأربعة: أنا وخالد وعلي وسعيد في التجوُّل بالقُرْب من عين الماء، رأينا طابورًا طويلًا من النمل الصغير يمشي بعضُه وراء بعضٍ في انتظام شديد ونشاط وسرعة، وكان هناك شيءٌ مهمٌّ يحدُث وتَتَبَّعنا طابور النمل، فوجدنا بقايا طعام؛ سندوتشات جبن وعسل وزجاجات ماء فارغة، وحولها جيش كبير من النمل يعمل بقوَّة ونشاط وكأنه يريد إنهاء العمل قبل نهاية اليوم، الطعام كثير والنمل الصغير يريد أن يُجهِز عليه كلِّه وبُسرعة وعرَفنا من المدرِّس أن كثيرًا من جماعات الرحلات تأتي إلى هنا، وبدأنا مراقبة النمل بهدوء! قال علي:

♦ إن النمل يعرِف طريقَه جيدًا، ويعرِف ماذا يفعل، إنه يقوم بتفتيت قطع الخبز الكبيرة إلى قطع صغيرة ويُخزِّنها في غرف جيدة التهوية كالثلاجات عندنا، ويأكلها وقت الحاجة، قال المدرس:

♦ إن النمل له لغة يتحدث بها، وهو نشيط ومُنظَّم، ويعرِف كيف يتعامل مع المشكلات ويحلُّها، وله فائدة كبيرة، إنه يُنظِّف الصحراء، سأل سعيد:

♦ إذا تكاثَرَ النمل بطريقة كبيرة، هل من الممكن أن يقضي على الإنسان؟قال المدرس:

♦ إن النمل له أعداء تأكله، فلا يمكن أن يتكاثَرَ إلى درجة القضاء على الإنسان، سأل خالد:

♦ هل النمل يشعُر بنا؟ هل يرانا كما نراه؟ قال المدرس:

♦ بكل تأكيد يشعُر بنا، ويَسمَعنا؛ ولكنه مسالم لا يؤذي إلا مَنْ تعرَّض له بالإيذاء، سأل خالد:

♦ وإذا حدثَتْ معركة بيننا وبين النمل، مَنْ الذي يفوز؟ قال المدرس:

♦ بالتأكيد نحن نفوز؛ ولكن ربما هجَم علينا جنود النمل، سأل علي:

♦ وهل لدغة النمل قاتلة؟ قال المدرس:

♦ ليست قاتلة؛ ولكنها تُحدِث بعض الألم، قال خالد:

♦ أعتقد أن النمل لا فائدة منه، قال المدرس:

♦ خلق الله النمل لكي نتعلَّم منه النظام والادِّخار والتعاون وحُسْن التصرُّف،قال خالد:

♦ ما الذي يمكن أن يفعله النمل للإنسان؟! إن النمل يجيء ويذهب، لا فائدة له، ومن السهل القضاء عليه، قال المدرس:

♦ اتركوا النمل وشأنه، وهيَّا بنا نذهب إلى مزرعة الجِمال.

تركنا المدرس وانصرف ليشرب جُرعة ماء.

أخذ خالد حَفنة من الرمال وألقاها على النمل، انزعج النمل وثار وتحرَّك في كل الاتجاهات، وعَلِقَتْ نملة صغيرة بإحدى أصابع خالد ولدغته، وشعر خالد بالألم، وأطلق صرخة مكتومة لم يشعُر به أحد من الأصدقاء؛ ولكني عرَفت أن النمل أصابه.

وبعد أن انتهينا من زيارة مزرعة الجِمال بدأت الشمس تغرب كان منظر الصحراء جميلًا، وأشعَّة الشمس لونها برتقالي يكسو المكان كله، وكان الهواء عليلًا والصحراء ممتدة، على طول البصر جبال شاهقة يبدو أن بها كثيرًا من بيوت النمل، ورأينا سحلية صغيرة تجري بسرعة، قال المدرس:

♦ إن السحالي تأكل النمل.

وفي السيارة أثناء عودتنا إلى المدرسة شعر خالد بوخذة في أصبعه وشعر بألم يسير، قال المدرس:

♦ هل تعرَّضْتَ للنمل بسوء يا خالد؟! معنا في السيارة صُنْدُوق إسعاف صغير، به قُطْن وشاش، هل تحتاج إلى أي شيء من هذا؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟ قال خالد:

♦ لا يا أستاذ، لم أتعرَّض إلى النمل؛ إنه مسالمٌ، ولا أحتاج إلى أي شيء من صُنْدُوق الإسعاف، أنا على ما يُرام.

حلَّ الظلام، وبدأنا لا نرى شيئًا إلَّا مصابيح السيارة، وبعد فترة بدأت المدينة في الظهور من جديد؛ عمارات شاهقة وأضواء كثيفة وإشارات مرور وضوضاء.

وصلنا إلى المدرسة بسلام، وانصرف كلٌّ منا إلى منزله بعد يوم جميل في الصحراء، وفي صباح اليوم التالي لم يحضر خالد إلى المدرسة، واتَّصلَ المدرس على عائلته وعرَف أن خالدًا يُعاني من وَخْز يسير في أصبعه، وأن الطبيب أعطى له حقنة مُسكِّنة.

وحضر خالد إلى المدرسة بعد يومين والتَفَفْنا حوله للاطمئنان عليه، وسأله كلُّ الأصدقاء:

♦ ماذا فعل الطبيب معك؟! قال خالد:

♦ لا شيء، لا شيء، لم يحدث شيء، لم أتعرَّض للنمل، ولم أمرض ولم يحضر الطبيب.

اندهش الأصدقاء، وسأل بعضُهم بعضًا: لماذا خالد من بين جماعة الرحلات كلها هو الوحيد الذي تعرَّض للدغة النملة؟

وقال أحدهم في نفسه: أنا أعرف الإجابة، فقد تعرض خالد للدغة لأنه أزعج النمل، ولكنه لم يخبرنا بالحقيقة.

للمزيد من الحكايات المفيدة يمكنكم تصفح: قصص أطفال اذا اعجبتك القصه قم بابداء اعجابك بتعليق ,وانتظرونا فى قصه جديدة وحكايه جديدة مع موقع قصص وحكايات كل يوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top